• ٢٢ تشرين ثاني/نوفمبر ٢٠٢٤ | ٢٠ جمادى الأولى ١٤٤٦ هـ
البلاغ

هوس المرأة بـ«وسائل التواصل الاجتماعي»

هوس المرأة بـ«وسائل التواصل الاجتماعي»

◄لم تعد مواقع التواصل الاجتماعي وأدواته مجرّد وسيلة لتعارف عابر أو اقتناص معلومة ما، بل صارت جزءاً من حياتنا نفكر فيها قبل أن نفكر بتفصيل الفعل اليومي ذاته.

ووجدت المرأة العربية في هذه المواقع متنفساً ونشاطاً إضافياً لحياتها تستطيع من خلاله أن تثبت وجودها وفعاليتها، كما تستطيع أن تتبنى النشاطات المختلفة وهي جالسة في منزلها دون أن يكلفها هذا الأمر خروجها أو جهد إضافي أو العمل والتواصل على حساب أُسرتها.

وصارت البرامج مثل «واتس أب» مجلساً للمرأة، فهو وسيلة لتبادل تحيات الصباح والليل وإرسال بطاقات التحيات المختلفة، من شعر أو بطاقة ورد أو طرفة ما، كما أنّه وسيلة فعّالة للمعايدات في المناسبات المختلفة، إضافة إلى تضمنه خاصية تشكيل «جروب» حيث تستطيع عدة نسوة أن يجتمعن عليه ويتبادلن الأحاديث عن يومياتهن أو الاتفاق على نشاطات معينة أو فعاليات وغيرها، كما صار معرضاً لصور «سيلفي» والتي ترسل فيه كلّ سيِّدة أو فتاة للأخرى صورة لها في مكان ما أو أثناء سهرة أو تسوق.

ووصل الهوس بمثل هذه البرامج إلى درجة أنّ ربّة المنزل لا تسمح لعائلتها أن تقرب من مائدة الطعام قبل أن تقوم بتصويرها وإرسالها لأقاربها وأصدقائها لتفاخر أمامهنّ بما صنعت.

ومن حسن حظ الأُم أنّ برنامج مثل «واتس أب» صار قادراً على توصيلها مباشرة مع أبنائها وفي أي وقت للاطمئنان عليهم ومعرفة شؤونهم، إضافة إلى أنّه وسيلة لا تكلّف مالاً خاصّة بالنسبة لربّة البيت التي لا تعمل.

ولكن لـ«واتس أب» سلبياته أيضاً والتي صارت النساء جزءاً منها، فقد صار منبعاً للشائعات من هنا وهناك، فتجد كثيراً من النساء ينجرفن وراء معلومة خاطئة والتي تنقلها فوراً لصديقاتها لتنتشر بسرعة البرق في المجتمع، مثل الدعوات التي تحذر من وباء ما متفشي، أو من السحر أو الشعوذة أو فلان وعلان.. إلخ.

أما بالنسبة للفيسبوك، فإنّه للمرأة أكثر من مجرّد عملية تواصل، فهو قادر على أن يمثل خطوة نحو تأسيس أحلامها ومشاريعها التي لم تجد فرصة كافية لتنفيذها.

فقد استطاعت النساء أن يدرن مجموعات على «فيسبوك» منها للأزياء والموضة، ومنها للأدبيات، ولعلوم الاجتماع والتربية، ولتربية الطفل، كما مكنها من جعله وسيلة للدعوات المختلفة أو الحملات الخيرية التي تساهم بها.

وتشارك المرأة على الفيسبوك الآخرين في مختلف الاهتمامات، كما أنّها تطلع على مختلف الأخبار، مما ساهم في رفع وعيها في المجتمع، والتعبير عن رأيها في مختلف الأمور، كما جعلها متطلعة بشكل شبه يومية على الأحداث العالمية المختلفة حولها.

ويلعب برنامج “سكايب” دوراً كبيراً أيضاً في حياة المرأة، حيث صار وسيلة هامة في التواصل مع الآخرين لا سيما بميزة “الكاميرا” فيه والتي تجعل المرأة قادرة على رؤية من تحبهم مباشرة، خاصة التي تحدها عنهم المسافات، فتصير على متابعة دائمة على تطورات حياتهم وشؤونهم.

وبرنامج «فايبر» الذي صار بديلاً عن الاتصال الهاتفي بميزته المجانية، وحديثاً بدأ يتخذ مكانته وتستغله النساء في نشاطاتهن خاصّة الفكرية والاستفادة من ميزة التسجيل الصوتي فيه، والعديد من البرامج الأخرى التي ساهمت في جعل المرأة على نشاط دائم مع العالم الافتراضي، وجعلها تبتكر عوالم ونشاطات كي تظل على خط المنافسة مع أُخريات.►

ارسال التعليق

Top